في حياة أُخرى. / by sarah

عندما أرى كل الوجوه من نفس الزاوية مع نفس الملامح ... أرى كل البشر شخص واحد مُستنسخ... لا يشبه أحد عرفتهُ ... أو عشقتهُ و لم أنساه. لا ... لا يذكرني بأحد ... فأنا لم أقابلهُ... قط. من المحتمل قابلته في حياة أخرى

تسائلنا كثيراً و القدر جمعنا ... في حياة أخرى. تشاركنا طاقة استمديناها من أرضٍ تُقبِّل أقدامنا ... و جاذبية تسري في العروق و تؤلم الركبة، ذلك الألم المستحسن الذي تأتي معه الرجفة ... في حياة أخرى. تبادلنا عناوين الكواكب و شاركنا سرنا الأكبر الذي لا يعرفه أحد و لا خاض مثيل تجربتنا مخلوق. رأينا البلح. ليس الذي يؤكل... بل هو مخلوق خُلق غير الشمس و القمر. رأيناه لثواني في احدى المجرات ثم اختفى .... كجميع الأشياء التي نفقدها... لكننا لم نبكي بعده من الحزن ... أو الشوق، لأننا نعرف ان لا أحد على وجه الأرض يستطيع أخذ مننا تجربة رؤيته... فنحن رأيناه و ان لا نراه الآن. رأينا الرضا بالمجهول ... في حياة أخرى

تشابه شَغفنا و شُغفنا باللاوعي، لأنه حتى اذا فقدنا ذاكرتنا و نسينا رؤيته، فلا وعينا يتذكر البلح

 عَشِقنا الليمون و الأناناس و القهوة و الزنجبيل ... و دروس الرقص و التمثيل... لكنني أدمنت الرسم و عَشِقَ الموسيقى... عزف القانون، الذي لطالما تمنيت الرقص بأطراف أناملي عليه ... على القانون ... و عليه
هو لا يذكرني بأحد في هذه الحياه ... و لطالما تمنيت أن لا أتمناه. لأننا ببساطة نُكمِّل بعض ... ولن نُكمِل مع بعض